إن المنطقة العربية تقف على أبواب تغيرات هائلة وذلك على جميع الأصعدة. هذه التغيرات لها تأثير مباشر على أوروبا إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا . وبما أن جمهورية ألمانيا الأتحادية هى قاطرة أوروبا الرئيسية ليس لكونها فقط أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان الذي يبلغ 82 مليون نسمة وإنما أيضا لمكانتها الإقتصادية فهى تعد ثالث أقوى الدول الأقتصادية فى العالم حيث بلغ دخلها القومى فى عام 2006 حوالى 2302.7 مليار يورو ولذالك فهى تتابع بإهتمام بالغ مجريات الأحداث فى العالم العربى. وقد شهدت العلاقات العربية الألمانية وخصوصا الإقتصادية منها خلال العقد الماضى تقدما ملموسا الا أن هذا التقدم مازال متواضعا جدا مقارنة بكل معطيات وأسباب النجاح المتوفرة لكلا الجانبين على أرض الواقع ومنها العرض المتمثل فى المنتج الألمانى الذى يتمتع بسمعة حسنة في الأسواق العربية من جهة والطلب المتمثل فى حاجة هذه الأسواق لمشاريع كبيرة وخاصة في مجالات تحديث البنية التحتية والصناعة من جهة أخرى. ويتضح هذا التواضع فى حجم التبادل التجارى بين الطرفين حيث أن قيمة الصادرات الألمانية الى الدول العربية مجتمعة لم تتعدى 21.5 مليار يورو عام 2006 ويتضح تواضع هذا الرقم إذا أخذنا بعين الاعتبار أن القيمة الأجمالية للصادرات الألمانية فى هذة الفترة يزيد على 893 مليار يورو.على الجانب الآخر فإن قيمة الواردات الألمانية من العالم العربى ليست أحسن حالا من الصادرات حيث أن قيمتها 12 مليار يورو من قيمة أجمالية قدرها 734 مليار يورو عدم تكافئ التبادل التجارى أصبحت ألمانيا أحد أهم شركاء الدول العربية في المجال التجاري وتشهد صادراتها إليها تحسناً ملحوظاً من عام لآخر ويظهر هذا التحسن من خلال ارتفاع قيمتها من 18.5 مليار يورو عام 2005 إلى 21.5 مليار يورو عام 2006 أى بمعدل زيادة قدرها 16% وتتألف الصادرات الألمانية إلى البلدان العربية من منتجات ذات قيمة مضافة عالية كالآلات والأجهزة ووسائل النقل وأما بالنسبة للواردات الألمانية من المنطقة العربية فلقد أرتفعت قيمتها فى خلال الفترة المذكورة من 10.5 مليار إلى 12.مليار يور أى بمعدل زيادة قدرها 14.8% وتتكون معظم هذه الواردات من مواد أولية ذات قيمة مضافة متدنية مثل النفط والغاز والملبوسات والمنتجات الزراعية. هنا يظهرعدم تكافئ التبادل التجارى بين الجانبين حيث أن العجز التجاري العربي فى زيادة مطردة لصالح الجانب الألماني. ويرتبط هذا العجز إلى حد كبير بأسعار النفط لكونها سلعة التصدير الرئيسية في العالم العربي كما يرتبط بالقيود المفروضة على دخول السلع العربية إلى السوق الأوروبية وفي مقدمتها ارتفاع الرسوم الجمركية. ضعف وصعوبة التبادل الإستثمارى وعلى غرار الصعوبات التى تواجه التبادل التجارى العربى الألمانى فأن الإستثمارات الألمانية فى العالم العربى المباشرة منها والغير مباشرة لاتتعدى عن 0.5% من القيمة الإجمالية للإستثمارات الخارجية ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الحذر من الإستثمار في الأسواق العربية التي تعتبر في غالبيتها من الأسواق غير الآمنة وذالك من وجهة النظر الألمانية. أما الدول العربية وخصوصا الدول البترولية منها فإنها تسعى الى الإسنثمار فى ألمانيا وذلك بعد الزيادة الهائلة فى عائدات النفط إلا أن الألمان قد عبروا عن مخاوفهم من أن تأخذ الإستثمارات العربية صبغة سياسية وخصوصا أذا ملكت زمام المبادرة في الشركات الإستراتيجية الألمانية التي تعمل في القطاعات الرئيسية مثل الإتصالات والبنوك والتخطيط والطاقة وبالتالى فهم يحاولون حماية هذه المؤسسات من السيطرة الأجنبية وذلك تخوفا من إستغلالها سياسا. إن أهم أسباب ضعف الاستثمارات بين الجانبين يرجع إلى البيروقراطية التي تعاني منها ألمانيا والدول العربية فرجال أعمال الجانبين يشكون من التعقيدات على صعيد تراخيص العمل والإستثمار يضاف لذلك تعقيدات الحصول على تأشيرات دخول بالنسبة للمستثمر العربي ولعل السبب الأهم يعود إلى غياب سوق عربية مشتركة قادرة على جذب إهتمام الشركات الألمانية إسوة بأسواق كبيرة كالسوقين الصيني والهندي الصعوبات والعوائق التى تقف حائلا أمام تقدم العلاقات العربية الألمانية
- كثرة إصدار القوانين واللوائح أدى الى تخمة قانونية بات من المستحيل تطبيقها على أرض الواقع.
- البيروقراطية والروتين الحكومى والتعقيدات الإدارية عند كلا الجانبين.
- بطئ الإصلاحات الإقتصادية فى العالم العربى أدى الى عدم توفير بيئة إستثمارية جيدة.
- غياب سوق عربية مشتركة تستوعب إستثمارات ألمانية كبيرة.
- ضعف جسور الثقة والخوف المبا لغ فيه خصوصا عند الألمان من خطورة الإستثمار فى المنطقة العربية.
- الإختلاف الحضارى واللغوى وصعوبة تفهم العادات والتقاليد العربية.
- معظم الشركات الألمانية لم تكتشف بعد فرص النمو والإستثمار الهائلة في المنطقة العربية.
- إرتفاع أسعار المنتجات الألمانية مقارنة مع أسعار المنتجات البديلة من دول أسيا وبعض دول أوروبا.
إن هدف كل المعنيين بالعلاقات العربية الألمانية هو فتح أبواب أوسع للتبادل التجارى والإستثمارى بين العالم العربى وألمانيا الأتحادية وسبل تحقيق ذلك هى بداية بناء جسور قوية من الثقة المتبادلة بين الطرفين والعمل على خلق الأسباب التى تؤدى الى تقارب وجهات النظر المتابادلة بينهما هذا بالإضافة الى العمل على تجاوز بل إزالة العوائق الحائلة دون ذلك وهنا تلعب مؤسسة صابر الألمانية-العربية للإستشارات والتعاون دورا رئسيا وذالك بحكم خبرة تقرب من عشرون عاما فى العلاقات العربية الألمانية وذالك بتقديم خدماتها لعملائها من مؤسسات وشركات والأفراد الراغبين فى التعاون المشترك على الصعيدين العربى والألمانى. |